الإربعاء 01 أيار 2024
facebooktwitterwhatsappinstagram
weather
Lebanon ID

منوعاتجميع الأخبار

آخر الأخبار

"الميغرين" من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية!

07-02-2019
"الميغرين" من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية!

"أكاد أجزم بأن هناك حفلة - روك أند روك - تقام في رأسي، ولا أحد يسمع الضجيج غيري! فكل من حولي لا يعرف حجم المعاناة التي أمر بها"، هكذا عبّرت ماريا ابنة العشرين عن الوجع الذي ينتابها مع نوبات "الميغرين"، وتضيف: "أجد صعوبة بالغة أحيانا في التركيز، ولا أعرف إذا الميغرين أيضا له علاقة بالنسيان الذي أصبح صديقي الجديد من فترة وجيزة".

يعتبر "الميغرين" أو "الشقيقة" من الأمراض الشائعة وهي عبارة عن صداع نصفي شديد، يستمر إلى عدة ساعات أو حتى أيام، حيث يبدأ الشعور بالألم النابض بقوة في مقدمة الرأس ثم يمتد إلى أحد جوانب الرأس، ويبدأ هذا الألم بالتّزايد مع مرور الوقت. إن أية حركة، أو نشاط، أو تعرض للضوء أو الصوت العالي يزيد من الألم، وعادةً ما يصاحبه الغثيان والقيؤ. وتأتي الشقيقة على شكل نوبات، فتجد الشخص المصاب بها يبحث عن مكان هادئ ومظلم من أجل أن يستلقي حتى يخف عنه الألم، وفي الغالب تستمر نوبات الصداع من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام في حال لم يؤخذ العلاج المناسب، فهذا التعريف يتفق عليه معظم أخصائيي الرأس والأعصاب، أما نقطة الإختلاف والخلاف تكون عند العلاج.

من المسلم به أن لا علاج جذري لل"ميغرين" أو "الشقيقة"، إنما كل العلاجات التي تعطى فهي بهدف التخفيف من حدة الألم لا للقضاء عليه كليا، وفي كل فترة عليك زيارة طبيب مختص من أجل وصفة دواء جديدة لأن الدواء السابق لم يعد بذات الفعالية، لأنك وببساطة اعتدت عليه، وهكذا تتعرف إلى حياة المدمنين!

تقول ماريا: "زرت أكثر من طبيب، فكل العلاجات والأدوية كان لها عوارض جانبية مثل الكسل، الشعور بالتعب دون مبرر، زيادة في الوزن وغيرها." وتكمل بضحك: "وياريت في نتيجة، كل هل تضحية والوجع بعدو".

أما من العلاجات الحديثة والمكلفة أيضا لمرض "الميغرين"، هو "البوتوكس" المستخرج من سموم تفرزها بكتيريا (bacterium Clostridium botulinum)، وعند حقنه فإنه يشل العضلة أو يوقف عصبا معينا- هو أحد الخيارات العلاجية، وهي تقنية بدأت عام 2010. ويتم حقن إبر البوتوكس في مناطق معينة في الرأس والعنق، وتعتبرهذه التقنية فعالة جدا في علاج الشقيقة.

وعن الحالات التي يستخدم فيها البوتوكس، إنها تستخدم إذا كان الصداع النصفي غير مسيطر عليه، وتمت محاولة ثلاثة علاجات وقائية لم تنجح، والصداع النصفي يأتي لثماني مرات في الشهر بحيث يعاني المريض من الصداع لأكثر من 15 يوما في الشهر.

أما عن تكلفة هذا العلاج فتختلف أولا نوعية الدواء والبلد المصنع، فهناك مثلا إبر فرنسية، وأميركية، والإختلاف يكون في الديمومة وفي نقاء المادة، إلا أن النتيجة فتعتمد على كل شخص.

أضف إلى ذلك، أنه لا يمكن حقن هذه الإبر عند أي طبيب، لأنها دقيقة جدا من ناحية الكمية  ومن ناحية الموضع، فأي خطأ لن يؤتي بعواقب سليمة، فالكمية يجب أن تحدد بدقة ومكان الحقن.

لذلك يمكن القول بأن الكلفة المادية تتراوح بالحد الأدنى بين ال 500$ و 2000$، إلا أن هذه العملية يجب أن تكرر كل 6 أشهر، بإعتبارها مهلة وسطية قد تكون أكثر أو أقل.

أما ماريا فعند سؤالها عن علاج "البوتوكوس" فقالت: " لا أفكر في الأمر بالوقت الحالي، لعدة أسباب منها، الكلفة المادية التي تفوق قدرتي، كما لا أعلم حتى الآن ماهي عوارض هذا العلاج، فيحبذ أن أنتظر لحين  يأتي الفرج".

والجدير بالذكر أن الصداع النصفي أو الشقيقة هو من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، إذا عثر على مخطوطات مصرية قديمة تعود إلى عام 1200 قبل الميلاد تصف بالتفصيل حالات صداع تشبه أعراض الشقيقة.

جميع حقوق النسخ محفوظة 2018 © | LebanonID