خاص LEBANONID
كالنار في الهشيم انتشر خبر حصول احتفالية بيروت بليلة رأس السنة الميلادية على المركز السابع في تصنيف على موقع National Geographic، وهو الخبر الذي تلقفه اللبنانيون بحفاوة، على أنه إنجاز كبير لعاصمة بلادهم، المصرّة على الاحتفال والفرح رغم كل المشاكل التي تضرب البلاد على أكثر من صعيد، كون الجهة التي أعدت التصنيف تتمتع بمصداقية عالية.
ورغم أن الخبر تبنته معظم المواقع والصحف اللبنانية، العريقة منها وحديثة العهد، إلاّ أن هناك من لمس شيئاً من الريبة في خبر التصنيف هذا، ولم يمر أمام مرأى عينيه مرور الكرام.
الصحافي محمود غزيّل وهو متخصص في مجال التحقق من المعلومات كان أول من نشر على حسابه في فيسبوك منشورًا يفصّل عدم دقة خبر المرتبة السابعة هذا، لافتاً إلى الخبر المُعد مجرد قائمة من عشر مدن أحيت رأس السنة مع ذكر بعض التفاصيل، وهو نمط معتمد في أخبار المنوعات، وبالتالي ليس تصنيفًا وفق معايير محددة.
غزيل قال لـ Lebanon ID إنه "ارتاب من دقة الخبر منذ بداية انتشاره، وحين انتشر سريعًا بين المتفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام"، وقال إن "لفته هو أن تصنيف ناشيونال جيوغرافيك، المتخصصة بدراسة الكائنات الحية والجغرافيا لا ينصب في باهتمامها بالسهرات والحفلات بشكل خاص".
"ومن هنا بدأت عملية التقصي خلف صحة الخبر، فما كان مني إلا العودة للتأكد من المصدر وما هي المعايير المتبعة لاستخلاص أن حفلة بيروت من بين ال١٠ الأفضل"، يقول غزيل.
ويضيف، فتبين أنها مجرد لائحة غير قائمة على أي دراسة علمية، لا بل لم تأت على ذكر سهرة ليلة رأس السنة الأخيرة في بيروت قبل أن ينتشر الخبر.
وما لفت نظر غزيل أيضًا، هو اختلاف التصنيف بين وسائل الإعلام، بين المرتبة السادسة والسابعة. وتبين أن مدينة بيروت ذكرت سابعاً في التقرير ولكن كانت مدينتان أمريكيتان قد سبقتا العاصمة ولذلك اعتبرت قناة OTV أن احتفال بيروت حصل على المرتبة السادسة وليس السابعة.
ويعتبر غزيل أنه في أغلب وسائل الإعلام ذات المهنية العالية، يتم ذكر أي تغيير أو تعديل عند إجرائه على المادة المنشورة، مهما تكن أهمية التغيير وذلك من باب المصداقية والمهنية، ولكن موضوع المجلة ذكر حصول تغييرات عدة من دون توضيح ماذا جرى.
ويستخلص غزيل أنه مع ما ذكر أعلاه من تفسيرات، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ذكر بيروت يأتي ضمن تقرير فقير مهنياً وهو مجرد عرض للأماكن التي يمكن الاحتفال فيها.
من جهة أخرى أوضح غزيل أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يتم الترويج لخبر غير دقيق حول إنجازات مزعومة في لبنان، مستحضراً "ما جرى عام ٢٠١٤ من تضخيم إعلامي واستثمار سياسي عندما تم استغلال عرضاً للصور على موقع إخباري حين زعم أن شجرة الميلاد في جبيل هي الثانية عالمياً وأيضاً من دون أي تفصيل إضافي."
*رابط المقالة على موقع "National Geographic":
https://www.nationalgeographic.com/travel/top-10/new-years-eve-celebrations/