خاص Lebanon ID
في كل مرة ينتصر فيها محور سوريا – ايران – روسيا – حزب الله على أرض المعركة في سوريا، تبدأ الأصوات الدولية المنددة للتدخلات الأجنبية في هذه البلاد. إلا أن انتصار هذا المحور في الجنوب السوري مؤخراً، أي على حدود إسرائيل، جعل من الأمم المتحدة مصدراً لتلك الأصوات.
على الصعيد الحكومي، ما من جديد في ظل ظهور ملف إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم وتحوله إلى عقدة جديدة تضاف إلى العقد الحكومية. ومع تشبث كل القوى السياسية، وعلى رأسها رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط الذي يشدد على ضرورة حصوله على المقاعد الدرزية الثلاثة، يبدو أن ولادة الحكومة ستتأخر إلى أجل غير معروف.
"لنزع سلاح حزب الله!"
تصعيد واضح صدر على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييريس ضد حزب الله، معتبراً أن "الحزب يقيّد عملية بناء الدولة في لبنان". هذه الرسائل من الأمم المتحدة لحزب الله وخلفها إيران، كانت مقرونة بدعوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة في لبنان، وبالتالي الإيحاء بأن حزب الله هو المسؤول عن عرقلة تشكيل هذه الحكومة.
ففي بيانٍ لافت، دعا مجلس الأمن الدولي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان على وجه السرعة، بالتزامن مع إعلان مضمون التقرير الذي أعدّه أمين عام الأمم المتحدة حول مدى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وأوضح التقرير أن "حزب الله لا يزال يعلن على الملأ بأنّه يحتفظ بقدرات عسكرية، كما لم يتمّ إحراز أيّ تقدّم نحو نزعِ سلاح الجماعات المسلّحة، خارج نطاق سيطرة الدولة، بما يقوّض قدرةَ حكومة لبنان على ممارسة سيادتها وسلطتها على إقليمها بشكل كامل"، مشيراً إلى أنه "لم يجرِ أيضاً أيّ تقدّم في تفكيك القواعد العسكرية التي تحتفظ بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وفتح الانتفاضة، التي مازالت تنتقص من سيادة لبنان، وتعرقل قدرةَ الدولة على رصدِ ومراقبة أجزاء من الحدود بفعالية".
"الحكومة متأخرة"
على الصعيد الحكومي، أكدت مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" عبر Lebanon ID أن "الحكومة متأخرة ولن تتشكل في الأيام المقبلة"، لافتة إلى أن "لهذا التأخر سببين، الأول ظاهر متمثل في النزاع حول الحصص، أما السبب الباطني فهو محاولة الأفرقاء إمساك اللعبة داخل مجلس الوزراء، من خلال الثلث المعطّل".
وإذ رأت المصادر أن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يقوم بكل ما هو ممكن لتشكيل هذه الحكومة"، تساءلت "ماذا يمكن للحريري ان يفعل إن كان جنبلاط متسكاً بالمقاعد الدرزية الثلاثة، والقوات متشبثة برغبتها الحصول على عدد مقاعد يساوي عدد مقاعد التيار الوطني الحر، والنواب السنة خارج كتلة الحريري يريدون عدداً من الوزراء؟ ماذا يمكن فعله في هذه الحالة؟".
من هنا، أوضحت المصادر أن "الحل الوحيد الذي يكمن اليوم هو أن تتدخل الدول المؤثرة بالقرار في لبنان وأن تضع النقاط على الحروف في هذه الأمور"، متمنياً أن نصل إلى نتيجة في الأيام المقبلة "وإذا لم نصل فهذا دليل على أن قمة هلنسكي لم تتطرأ إلى الموضوع اللبناني ما يعني أن اللبنانيين سيظلون "يقلعون شوكهم بيدهم" ما سيؤخر تشكيل الحكومة إلى ما بعد شهر آب".
عملية أمنية واسعة في البقاع
في سياق آخر، تحوّلت بلدة الحمودية في قضاء بعلبك يوم أمس إلى ساحة حرب بعد مداهمة قام بها الجيش لمنزل المطلوب بمئات مذكرات التوقيف علي زيد إسماعيل. إطلاق نار كثيف وقذائف صاروخية استمرت لساعات قبل أن تنتهي الإشتباكات بمقتل اسماعيل و7 آخرين وإلقاء القبض على 41 شخصاً.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعمل الجيش على القاء القبض على اسماعيل، ففي كل مرة حاول الجيش مداهمة منزله يفاجأ بكمين يُستشهد ويُصاب بسببه عدد من العسكريين، كان آخرهم الشهيد الرقيب الأول في قوى الأمن الداخلي إدمون سمعان.
في هذا الإطار، أكدت مصادر أمنية في الجيش اللبناني لـ"Lebanon ID" أن "هذه العملية تعد جزءاً من الخطة الأمنية التي وضعت للبقاع من أجل وضع حد لتجار المخدرات الذين يعدون الخطر الأبرز للشباب ولوضع حد لتفلت السلاح في المنطقة خصوصاً بعد مصادرة كمية الأسلحة الكبيرة في منزل اسماعيل"، لافتة إلى أن "هؤلاء المطلوبين كانوا سبباً لعذاب أعداد كبيرة من البقاعيين"، واضعة هذه العملية في سياق جرس إنذار لباقي المتوارين عن الأنظار".